الأخبار Digital Media Viability Lab

اتجاهات وسائل الإعلام في المنطقة

شهدت اتجاهات وسائل الاعلام في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا تحولًا كبيرًا خلال السنوات القليلة الماضية، من  حيث الحوكمة، وانتشار الإنترنت ونتائجه.

بحسب التصنيف العالمي لحرية الصحافة عام 2017، جاء لبنان في المرتبة (99/180)، يليه انخفاض مفاجئ في المغرب (133/180) ، والأردن (138/180) ، والعراق (158/180)، ومصر (161/180).

شهدت جميع هذه البلدان تراجعا ملحوظا في حرية التعبير والمساءلة (مؤشر عالمي مهم للحوكمة، باستثناء العراق. وقد يكون هذا بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي الذي شهدته هذه البلدان.

قام البنك العالمي بدراسة حول تونس عام 2010 تظهر تقدما ملحوظاً في النمو العادل، محاربة الفقر، وتحقيق مؤشرات اجتماعية جيدة. بالاضافة الى ان تونس لطالما كانت تسجل المعدلات الاعلى بين مناطق الشرق الاوسط وشمال افريقيا فيما يتعلق بتصنيفات الحوكمة ومؤشرات التطور.

كانت عمليات إغلاق الإنترنت خلال الثورات العربية مكلفة للغاية، حيث تكبدت مصر خسائر بلغت 90 مليون دولار في عام 2011 لتفقد المغرب في وقت لاحق 320 مليون دولار عام 2016 بسبب توقف الانترنت لمدة 182 يومًا.

استعمال الانترنت والهواتف الذكية

بالنسبة لانتشار الإنترنت والهواتف الذكية،فالنتائج متوازية في المنطقة: تحتل الإمارات  الصدارة بنسبة 100 ٪ بانتشار الإنترنت، ونسبة 99% بانتشار الهواتف الذكية. أما قطر والمملكة العربية السعودية فتعادلتا في كلا المجالين بنسبة (93 ٪) في انتشار الإنترنت، و95% في الهواتف الذكية. يليهم لبنان بانتشار الإنترنت بنسبة 84٪، وانتشار الهواتف الذكية بنسبة  90٪ ، تليه مصر ثم تونس.

بالرغم من تأخر مصر في مراتب انتشار الإنترنت والهواتف الذكية، إلا أنها تسبق الى حد بعيد البلدان الأخرى في انتشار  حسابات الـ Facebook ، ويفضل المستخدمون استعمال أجهزة الكمبيوتر أكثر من الهواتف الذكية.

كيف يحصل المواطنون العرب على الأخبار؟

لا يزال التلفزيون المصدر الرئيسي للأخبار في الدول العربية، يليه الإنترنت، ثم وسائل الإعلام الاجتماعية ، ثم الرسائل الفورية / المباشرة ، وبعدها الإذاعة ، وأخيراً الصحف والكتب. في الواقع ، يبدو أن الصحف والكتب تتراجع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .

من حيث المحتوى، يُبدي سكان الدول العربية اهتماما متساوياً بمجتمعهم المحلي، وبالبلد الذي يقيمون فيه، وبالبلاد العربية على حد سواء. فهم يثقون غالبا بوسائل إعلام في البلد الذي يسكنون فيه، ويشاركون الأخبار ويتفاعلون معها أكثر من أي موضوع آخر. فمواقع الأخبار والسياسة الالكترونية تحصل في كل بلد على عدد زيارات أكبر بكثير من غيرها.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: مَن هو المستعد لدفع ثمن الأخبار؟ هذا السؤال موجه إلى البلدان التي يتمتع سكانها بقوة شرائية عالية؛ لذلك ليس من المستغرب أن تأتي المملكة العربية السعودية أولاً، تليها الإمارات في المرتبة الثانية.

هل اللغة العربية في طور الاندثار أم تنتظر الفرص؟

في دراسة حول مدى انتشار اللغة العربية في 50 موقعاً الكترونيا بين السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة ومصر، نجد أن هذه الأخيرة تحتل المركز الأول بين تلك البلاد بوجود 30 موقعاً فيها يستخدم اللغة العربية كلغة أساسية، وتتبعها المملكة العربية السعودية (16 موقعاً) ، ثم قطر (6 مواقع)، تليها الإمارات العربية المتحدة (موقع واحد). وعلى الرغم من أن هذه الأرقام قد لا تشير إلى النمو الثوري للغة العربية على الإنترنت، فإن دراسات أخرى ربما تدل على العكس. وفي الواقع، فإن بعض الدراسات الصادرة عن الإحصاءات العالمية للإنترنت تشير إلى أن اللغة العربية لديها أكبر نمو نسبي لأي مجموعة لغوية رئيسية، إذ إنها نمت بنسبة 158٪ بين سنتَي 2010 و 2015.

سوق الاعلانات

عندما يتعلق الأمر بالإعلانات الرقمية ، فعائدات  منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمثل (0.3٪) من إيرادات الإعلانات العالمية، وهذه نسبة  أقل بكثير من حصة هذه  المنطقة  من إجمالي سكان العالم.

تشهد عائدات الإعلانات الرقمية في المنطقة ارتفاعًا مستمرًا منذ عام 2010، كما ارتفعت حصتها العالمية من إجمالي سوق الإعلانات. أما بالنسبة لمصادر هذه الإيرادات، فهي تأتي أساسا من التلفزيون (2.3 مليار دولار) والصحف (1.77 مليار دولار) ، تليها مصادر رقمية بقيمة 550 مليون دولار.

الإعلانات الحكومية

تنفق الدول على الإعلانات أكثر مما تنفق في أي مجال أخر . وفي الواقع، فإن الدول هي أكبر مشتر للإعلانات، إذ تبلغ نسبة شرائها لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا  (20٪)، يليها شركات أدوات النظافة والرعاية المنزلية (9٪)، فمراكز التسوق (7٪)، فشركات الطعام والمشروبات والتبغ (11٪)، ثم الاتصالات والمرافق العامة (9 ٪)

علاوة على ذلك ، تقوم الدول بنشر إعلاناتها بشكل مكثف في الصحف  التي لديها انتشار إقليمي، فـ 66٪ من ميزانية الإعلانات تذهب إلى الصحف ، يليها 25٪ إلى التلفزيون ، و 6٪ إلى الإذاعة، و 4٪ بالتساوي بين المجلات وأجهزة الراديو.

وتجدر الإشارة إلى أن الإعلانات في وسائل الإعلام الملتزمة وطنياً يتم شراؤها مباشرة من المعلنين، بدلاً من الاستعانة بوكالات وسيطة. فعلى سبيل المثال ، 70 ٪ من الشركات المحلية تشتري هذه الإعلانات مباشرة، بينما الشركات الدولية لا تنفق شيئا. والمثير للدهشة، أن الإذاعة تنفق على شراء الإعلانات أكثر من الطباعة ، والإنترنت ، والتلفزيون.

والخبر السار هو أن النمو في الإعلان الرقمي يعوض الانخفاض في الطباعة. فقد شهدت الطباعة انخفاضاً في عائدات الإعلانات من 45٪ في سنة 2010 إلى 32٪ في سنة 2015، بينما ازدهرت الإيرادات الرقمية من 37٪ في سنة 2010 إلى 43٪ في سنة 2015.

تنظيم الإنترنت

يعتقد أكثر من نصف سكان المملكة العربية السعودية ولبنان وقطر ومصر والإمارات العربية المتحدة ان الانترنت في بلادهم يجب ان تكون اكثر تنظيما، البلد المخالف الوحيد لهذه النسبة  هو تونس مع 39 ٪.

من اللافت للنظر أن أكثر من نصف السكان في الإمارات ولبنان وتونس يعتقدون أن المسؤولية تقع على عاتق كل فرد أن يتجنب المحتوى غير المقبول.

أما سكان الدول الأخرى، أي مصر وقطر والسعودية، فهم يعتقدون أن من مسؤولية الحكومة أن تحرص على منع المحتوى غير المناسب.

الصحف والراديو

تُعتبر مصر الموزع الأكبر للصحف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تقوم بتوزيع 31٪ من مجموع الصحف، تليها الجزائر بنسبة 21٪، والمملكة العربية السعودية بنسبة 13٪، والإمارات العربية المتحدة بنسبة 9٪. أما بالنسبة للتوزيع الفردي للصحف، فإن الكويت والإمارات والبحرين هي في الصدارة ، تليها قطر ولبنان.

الأمر الجيد هو أن حصة أرباح الصحف من السوق العالمية للإعلانات لا تزال الأعلى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حتى لو كانت تشهد  تراجعا تدريجياً في جميع الأسواق.

بالنسبة لإيرادات الراديو، فتكوّن 3٪ من إجمالي سوق الإعلانات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أي الأصغر في جميع الأسواق العالمية. فعائدات إعلانات الإذاعات تتدنى تدريجياً في جميع الأسواق منذ سنة 2010.