الأخبار Digital Media Viability Lab

تحديات بالجملة تواجه كليات الاعلام في لبنان

يواجه طلاب كليات الإعلام في لبنان مشكلة مزمنة متمثلة بعدم تواؤم المناهج التعليمية مع أسواق الأعمال. ولا تزال إهتمامات الكليات حتى اليوم بعيدة عن نشر ثقافة ريادة الأعمال والإبتكار، وهو ما يترك أجيالًا من طلاب الإعلام أمام بطالة  مستترة في ظل التطور الرقميِّ الحاصل وإحتياجهم إلى إكتساب المزيد من المهارات في المجال الإلكتروني.

وفي دراسة أعدتها مؤسسة “مهارات” في نهاية عام 2018 بعنوان “الشركات الإعلامية الناشئة في لبنان”، فقد تبيّن أن كل الجامعات من دون إستثناء لم تلحظ بعد أي مادة أكاديمية واضحة ومتخصصة في الإبتكار وريادة الأعمال لطلاب الإجازة، رغم أن هناك عددًا منها بدأ يستحدث مقررات تعليمية في هذا المجال لطلاب الماجستير حصرًا.

“التحديات كبيرة” هكذا تراها الدكتورة في قسم الإعلام في جامعة بيروت العربية إيمان عليوان، وتسأل: “هل كليات الإعلام تخرّج طلابًّا ليكونوا  إعلاميين أم باحثين في الإعلام؟”.

وتعتبر الدكتورة عليوان أن النظام التربوي من الصعب تحديثه بشكل سريع، باعتبار أن العملية مرتبطة بالمناهج والقيم والأهداف، وهذا لا يمنع من تعديل المناهج النظرية خاصة مع تداخل علوم الكمبيوتر وادارة الاعمال مع علم الاعلام.

وتقترح الدكتورة إستحداث مقررات متلائمة مع سوق العمل، مثل الأدوات الحديثة للعمل الصحافي وصحافة الموبايل، ومثل ريادة الأعمال وكيفية توجيه الطلاب للقيام بمشروعهم الخاص، بالإضافة إلى مقرر يشرح أهمية وكيفية الإنخراط في المنظمات الدولية لما فيه من ضمانة وأمان للصحافيين.

وتوافق عليوان أن التحدي يكمن أيضًا لدى الدكاترة والأساتذة، وأن الرهان اليوم على جيل جديد من الدكاترة مواكب للتطور، وهذا لا يمنع من إنخراط الجيل الحالي في التحوّل الحاصل من خلال دورات تدريبية وقراءات شخصيّة.

وهذه التحديات تقسمها الأستاذة في الجامعة اللبنانية الدولية سحر شرارة إلى قسمين، واحد متعلق بالتقنيات والتكنولوجيا وآخر بالخبرات، وترى شرارة أن هناك مشكلة تواجهها كليات الاعلام على مستوى التجهيزات لغرف الأخبار وغيرها بما يتلاءم مع التطور التكنولوجي والرقمي، وأن المشكلة الأهم تكمن في أن الخبراء الذين يبرعون في مجال الإبتكار وريادة الأعمال ليسوا من خلفيات صحافية.

وتشدد شرارة على أهمية دمج المناهج التعليمية في كليات الاعلام بمقررات مرتبطة بعلوم الاقتصاد وادارة الاعمال وعلوم الكومبيوتر وأيضا الغرافيك، وتعتبر إنطلاقًا من خبرتها الشخصية أن تشجيع الطلاب على الذهاب إلى ريادة الاعمال والشركات الإعلامية الناشئة لا يكفي وحده، بل إن الأمر يحتاج أيضًا إلى خلفيّة كبيرة على المستويات الفنية والتكنولوجية والرقمية.

من هنا، فإن التحديات كبيرة أمام كليات الإعلام لتطوير مناهجها التعليمية بما يتناسب مع سوق العمل، وتتلخص بتوفير التقنيات وتطوير المناهج وإنخراط الدكاترة في التحول الرقمي،.وهذه التحديات تهدد مستقبل الكثير من خريجي الاعلام، خاصةً إذا لم يتمكن القيمون على القطاع التربوي من إيجاد رؤية محدثة للمناهج الإعلامية، وهو ما كان عنوانا لورشة نظمتها مؤسسة مهارات مع اكاديمية دوتشي فيله الالمانية بين اﻛﺎﺩﻳﻤﻴﻴﻦ ﻭﺭﻭﺍﺩ أﻋﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍلإﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ، ﻧﺘج عنها ﺧﻤﺴﺔ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻣﺒﺘﻜﺮﺓ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.