الأخبار Digital Media Viability Lab

“الأوقات اللذيذة” … فكرة جديدة في المنطقة

خلال الأشهر الأربعة الماضية، كانت مؤسسة مهارات تدرب 16 إعلامياً من منطقة الشرق الأوسط من خلال برنامج يهدف إلى تعليمهم وتدريبهم على المهارات التي يحتاجون إليها لإنشاء منصات ومواقع إعلامية مستدامة ومربحة.

كانت الخبيرة الإعلامية سناء خوري أحد المشاركين في هذا البرنامج، وهي تعمل مع فريقها Laziz Times (أي “الأوقات اللذيذة”)، على فكرة رائعة من شأنها أن تجعل جميع رواد المطاعم يشتركون في هذا المشروع ويكونون سعداء في أثناء انتظار طلباتهم.

فريق Laziz Times يسعى لجعل الطباعة رائجة مرة أخرى.

بعد أن أُوكل فريق “لذيذ تايمز” بمهمة العمل على “المطبوعات” في برنامج التدريب الإعلامي، بات على هذا الفريق أن يثبت أن في إمكانه أن يجعل المطبوعات ممتعة ومرغوباً فيها من جديد.

ولذا، توصل الفريق إلى فكرة طباعة مواد ممتعة على ورق المطاعم والمقاهي التي توضع تحت الصحون. وبهذه الطريقة، سيظل رواد المطاعم منشغلين بالمحتوى المطبوع في أثناء انتظار طعامهم.

وقالت خوري في تصريح لـ “مهارات”: “لقد وجدنا في هذا المشروع استخداماً جيداً للورق، إذ إن أغلبية المطاعم تستخدم كثيراً من الورق. وقد يؤدي ذلك إلى أن نصبح مسؤولين عن المحتوى المطبوع على أوراق المطاعم لأنه يوجد فعلاً مساحات فارغة يمكن ملؤها. هذه فكرة مربحة.”

 وتشمل فكرة سناء المربحة الأخرى فيما يتعلق بالـ “محتوى”، إشراك وكالات الأغذية والمشروبات التي ستضع إعلاناتها على الأوراق المطبوعة. كما أنه يمكن لفريق سناء إنشاء محتواه الخاص والممتع.

وأضافت خوري: “سيكون هناك أيضاً تطبيق “لذيذ” على الموبايل يمكن استخدامه للإجابة عن “الحزازير” المطبوعة على الورق في أثناء انتظار وصول الطعام.”

لم يقرر المؤسسون المدينة التي سيتمركزون فيها، وهم يدرسون الخيار بين القاهرة أو بيروت أو الرباط أو الدار البيضاء. لكنهم غير قلقين بشأن التكلفة، لأن أعضاء فريقهم الصغير سيعملون في ومن منازلهم إلى أن يبدأوا بجني الأرباح.

ماذا عن مشروع سناء الخاص؟

تخطط سناء لإنشاء منصة ثقافية تتناول مواضيع نسائية ونفسية، وكونها الرئيسة السابقة للقسم الثقافي في جريدة “الاتحاد”، فإن هذا يعطيها خبرة وقوة ملموستين على الأرض.

“لقد اخترت هذه المواضيع لأنها ما زالت لا تعامَل بجدية في العالم العربي وأردت إيفاءها حقها، والأكثر من ذلك هو أنه يمكنني الحصول على تمويل بسهولة لهذا النوع من المحتوى نظراً إلى أنه يتم مناقشته في وسائل الإعلام دولياً، كما أن هناك نقصاً حقيقياً في تغطيته في المنطقة.”

وتخطط خوري لاستخدام قنوات فيسبوك وإنستغرام لتسويق محتوها، وقد أجرينا معها المقابلة التالية:

ماذا كان أهم موضوع لـ “لذيذ تايمز” خلال التدريب؟

المهارات القيادية في مكان العمل من دون شك. فقد تعلمنا مهارات أساسية تفيدنا في كيفية التعامل مع الناس من حولنا في بيئة العمل، وليس فقط في معرفة ماهية العمل ونوعه.

إن وجود هذه المهارات القيادية في الإعلام اللبناني أمر ضروري، وخصوصاً في الوقت الحاضر أكثر من أي وقت مضى، لأنها تستطيع أن تسهل العمليات التوظيفية وتقلل الأخطاء في العمل، ونحن بحاجة إلى هذا لأنه لدينا كثير من المدراء في هذا المجال، لكن لا يوجد قادة حقيقيون.

ما الذي يجعل “لذيذ تايمز” مميزاً في السوق؟

أجده مميزاً جداً لأن الناس في الوقت الحالي يعتقدون أن عصر الطباعة قد انتهى، ونحن في “لذيذ تايمز” نجعل طباعة المنشورات والورق رائجة وشعبية، والمستهلكون يستطيعون استخدامها بناء على أفكارهم وإبداعاتهم.

إذا قمت بإنشاء مصادر إيرادات جديدة، فبماذا ستُستخدم هذه الأموال؟ هل ستجعلك أكثر استقلالية؟

بالنسبة إلى مصادر الدخل تعلمت درسين مهمين: الأول هو “المحتوى الممول” الذي نستطيع من خلاله إنتاج صحافة ذات نوعية جيدة عبر إقامة شراكة مع وسائل الإعلام بطريقة تساعدك على تحقيق الأرباح من المحتوى.

مصدر الدخل الثاني الذي تعلمته هو تنظيم فعاليات، إذ إننا كمنظمة إعلامية قد نقوم بتنظيم حدث من شأنه أن يساعدنا على إنشاء مجتمع من المثقفين ذوي التفكير المماثل لنا.

كيف يمكن تمويل الصحافة ذات الجودة في عصرنا هذا؟

إن تمويل الصحافة ذات الجودة في المنطقة العربية أمر صعب جداً، بينما يمكن في الخارج إيجاد ابتكارات مثل الاشتراك في جريدة أو في خدمة عبر الإنترنت، أو إنشاء محتوى مدعوم، أو تنظيم المشاريع الخاصة بمؤسسات الإعلام الكبرى.

وتعرّفنا خلال التدريب على فكرة التمويل الجماعي، لكني أعتقد أن هذا المفهوم متّبع في الغرب أكثر منه هنا.

ولذلك، فإني أعتقد أن هذا السؤال هو سؤال مفتوح، ونحن كصحافيين ومنظمات إعلامية نحتاج إلى مزيد من الوقت للتفكير في هذا الأمر لأنه ليس بالأمر السهل على الإطلاق.